ستموت في العشرين
يتنبأ شيخ القرية بوفاة الطفل حين يبلغ من عمره العشرين. يعيش الطفل منتظرا ذلك اليوم، كل تفصيل في حياته تتوقف على أنه سيموت في العشرين. يعامله أهل قريته أنه ابن موت. كأنه نذير شؤم. يؤمن الجميع بصدق النبوءة حتى أنهم يستعدون بمراسم الدفن حين يقترب الموعد المنتظر.
يقترب الفيلم من إشكالية كيف تسوقنا أقدارُنا. وهل يجيب علينا أن نستسلم بسلبية لما يحدث، أم أننا مشاركون في صنع هذا القدر ؟ هل يجلس "مزمل" يحصي الأيام منتظرا قدره ؟ أم يعيش ما هو مقدر له تاركا للقدر ما يفعل سواء صدقت النبوءة أم لم تصدق ؟
نعلم جميعا أننا مساقون لمصائرنا رغما عنا. لكن يقع الارتباك حين نطلع على هذا المصير. فلا نستطيع الفكاك منه، ولا نستطيع تجاهله.
يقول سقراط "إن الفضيلة تنبع من المعرفة والعقل وحسن التمييز، فالفعل الذي بلا إدراك عماءٌ يتناقض مع نفسه". فماذا يكون مزمل فاعلا إن هو قضى حياته بلا تمييز ولا إدراك ؟! كان تحديه الأكبر هو "الفعل" أمام الاستسلام السلبي للمصير المزعوم.